إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : إن المقصود في سؤالك عن حكم قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها للميت فالجواب أنه قد ذهب كثير من أهل العلم إلي جواز قراءة القرآن وإهداء ثواب القراءة للميت قياسا علي الصدقة عن الميت والحج عنه والإعتمار عنه وإهداء ثواب تلك الأعمال للميت . ولكن لا يجوز أن يخصص للقراءة زمان معين أو مكان معين أو هيئة معينة أو عدد معين أو يخصص سورة معينة فإن كل ذلك لم يثبت به نص وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) متفق عليه أي مردود علي صاحبه وتخصيص سورة الفاتحة بالقراءة أمر محدث
وقد قال صلي الله عليه وسلم ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ) رواه الترمذي
وفي مذهب أحمد رحمه الله وجماعة من أهل العلم قالوا إن قراءة القرآن وتثويبها للميت -إهداء ثوابها للميت - أنه جائز ومستحب وأنها تصل للأموات وتنفعهم وحكى بعض أهل العلم أن هذا قول الجمهور وذهب جمع من أهل العلم أن تثويب القراءة للموتي لا يصل ثوابها للموتي ولا تشرع وهو قول الشافعي وجماعة من أهل العلم وممن قال بهذا من المعاصرين الشيخ ابن باز والألباني وغيرهم قالوا هذا هو القول الأصح لأن العبادات توقيفية والتثويب للميت نوع من العبادة فلا ينبغي أن يفعل إلا بالدليل ولا نعلم دليلا صريحا واضحا في شرعية أن يصلي الإنسان عن غيره أو يقرأ عن غيره . وعليه يظهر جليا تحريم تخصيص قراءة سورة الفاتحة ووهب ثوابها للميت . أما قراءة القرآن من غير تخصيص وتثويبه للميت فقد علمت ما في جوازه من الخلاف فالأولى أن ننشغل بالدعاء للموتي والإستغفار لهم والصدقة عنهم لأن هذا هو الأحوط لكن لا نقول أن قراءة القرآن دون تعيين صفة أو سورة معينة لا نقول أنه محرم أو أنه بدعة ولا ينكر علي فاعله لأن هذه المسألة مما أختلف فيه أهل العلم دون نكير بينهم فهي مما وسع سلفنا الصالح رحمهم الله جميعا